|
ورشة المعرفة
لطالما كانت الكتب والقراءة أدوات للبقاء والتحرر للنساء والأفراد المظلومين. ومع ذلك، في لبنان، لا توجد الأعمال النسوية في الغالب إلا في المكتبات…
لطالما كانت الكتب والقراءة أدوات للبقاء والتحرر للنساء والأفراد المظلومين. ومع ذلك، في لبنان، لا توجد الأعمال النسوية في الغالب إلا في المكتبات الشخصية أو في جامعات النخبة. ولأنهن يعتقدن أن المعرفة لا ينبغي أن تكون مورداً يتعذر الوصول إليه، ولا ثروة فردية حصرية، فإن ورشة المعارف تبحث وتجمع قصص المرأة، لخلق ونشر الموارد النسوية في إطار المجتمعات المحلية في لبنان. ففي عام 2017، تلقت ورشة المعارف أول منحة من قبل صندوق نساء المتوسط لدعم مكتبتها النسوية المفتوحة للجمهور. وتمكنت ورشة المعارف من إثراء مكتبتها بشراء ما يقرب من 200 كتاب جديد باللغتين الإنجليزية والعربية. كانت رفوفها مليئة في الغالب بالكتب الروائية العربية وغير الخيالية التي كتبتها نساء و/أو عن النساء، وغالباً ما كانت غائبة عن المساحات النسوية التي تهيمن عليها اللغة الإنجليزية، ولكن أيضاً كتب عن القضايا التي تخص النساء في جميع أنحاء العالم (الحركات النسوية في الجنوب آسيوية، والأميركية الأفريقية، والمكسيكية، والبيئة، والحياة الجنسية، وإلى آخره.). وقد أتاح نمو المكتبة لورشة المعارف أن تصبح مساحة أساسية للباحثين والطلاب والقراء النسويات المهتمات/المهتمين بتاريخ حقوق النساء من خلال منحهم إمكانية الوصول إلى الكتب التي لا يستطعن/يستطيعون العثور عليها في أي مكان آخر. تستضيف المكتبة العديد من المؤتمرات والعروض الوثائقية والاجتماعات النسوية التي تجذب دائمًا المزيد من الناس. كما تنوعت أنشطة المكتبة لتصبح مكانا لاجتماعات الجماعات النسوية الشابة التي تحتاج إلى أماكن للالتقاء. مع مكانتها الجديدة في المجتمع النسوي، تريد ورشة المعارف الآن الوصول إلى الفتيات والنساء خارج دوائر المقتنعات، ولكن أيضا لبناء الجسور مع المنظمات النسائية الأخرى لتنمية الحركة النسائية في لبنان. كان عام 2017 عاماً حاسماً بالنسبة للمكتبة النسوية. قبفضل المنحة التي تم تجديدها في عام 2019، أصبح صندوق نساء المتوسط أكبر مساهم، مما سمح لها بالحصول على مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب التي أثارت حماس القراء. وازداد عدد زوار المكتبة بشكل كبير خلال نفس العام، ورحبت الجمعية بـ 30 عضوا جديداً، معظمهم من الشابات النسويات والشبان النسويين. أصبحت ورشة المعارف ومكتبتها النسوية مساحة مركزية في الحركة النسوية اللبنانية الشابة. ومن خلال العمل من أجل إعادة توزيع أكثر إنصافاً للمعرفة النسوية كثروة جماعية تحويلية، يُظهر هذا المشروع أهمية جعل هذه المعرفة أكثر سهولة وخلق مساحات للموارد آمنة. ولكن أيضا أهمية الحاجة إلى المزيد من قصص النساء في ثقافاتنا. وتواصل ورشة المعارف تطورها في هذا الاتجاه، بما في ذلك مشروع "رواة القصص"، وهو مشروع عن تاريخ القصص الشفوية النسائية، لإنتاج محتوى، بما في ذلك الكتب والأفلام الوثائقية والمحفوظات الصوتية، عن الحركة النسائية في لبنان، وفي نهاية المطاف، في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. |
|